منتدى فلوس
محربا بك فى منتدى فلوس الان اصبح بامكانك ان تعمل فى منزلك على الانترنت بمقابل مادى نحن سنتفق معك ماذا ستفعل وكيف ستاخذ حقك نترك لتتصفح قسم طلبات فرص العمل
منتدى فلوس
محربا بك فى منتدى فلوس الان اصبح بامكانك ان تعمل فى منزلك على الانترنت بمقابل مادى نحن سنتفق معك ماذا ستفعل وكيف ستاخذ حقك نترك لتتصفح قسم طلبات فرص العمل
منتدى فلوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فلوس

فرص عمل على النت بواسطتنا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعم العرب يقدم خدمات لدعم المنتديات ب ردود وتسجيل الاعضاء وجلب الزوار

 

 لماذا نعبد الله تعالى؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد عبدالله




ذكر عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 20/08/2013
العمر : 26

لماذا نعبد الله تعالى؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا نعبد الله تعالى؟   لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:10 pm

لماذا نعبد الله تعالى؟
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وعظيمنا محمدًا رسول الله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى؛ (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) [الأنعام:134].
أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها المسلمون، عباد الله: فهذه آخر جمعة في رمضان، أسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من المقبولين، وأن يرفع درجاتنا في عليين، وأن يجعلنا من خير عباده الصائمين، ومن خير عباده القائمين.
عباد الله: إن أول نداء وجهه ربنا لنا في كتابه الكريم أنْ أمرَنا بعبادته: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:21-22].
يا أيها الناس، يا أيها العرب والعجم، يا أيها الحُمر والسود والبيض، يا أيها الشيوخ والشباب، يا أيها الرجال والنساء، يا أيها الناس: نداء عام لبني آدم جميعًا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ)؛ فهي الغاية التي من أجلها خُلقتم، وهو الهدف الذي لأجله وجدتم: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:56-58].
ما خلقكم الله -أيها الناس- ليستكثر بكم من قلة، ولا ليستأنس بكم من وحشة، ولا ليستعين بكم على أمر قد عجز عنه؛ ولكنه خلقكم لتذكروه كثيرًا، وتعبدوه طويلاً، وتسبحوه بكرة وأصيلاً.
الله -جل جلاله- خلقكم -أيها الناس- لتعبدوه بقلوبكم وجوارحكم، بألسنتكم وأبدانكم، لتعبدوه في تصرفاتكم كلها؛ لتكون حياتكم كلها عبادة لله.
هكذا كان الأنبياء -صلوات ربي وسلامه عليهم-، حتى وصفهم الله -عز وجل- بأنهم عبيده، لأنهم قد استكملوا هذه الصفة، واستتموا تلك الخصلة، كانوا يعبدون الله -عز وجل- في حركاتهم وسكناتهم، في أقوالهم وأفعالهم، في غُدُوهم ورواحهم، في ليلهم ونهارهم، كان الواحد منهم عبدًا لله حتى ينزل به الموت.
قال الله -عز وجل- عن نوح -عليه السلام-: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء:3]، وقال عن أيوب -عليه السلام-: (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) [ص:44-45]، وقال الله عن زوجتيْ نوح ولوط: (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) [التحريم:10].
وهكذا؛ سيد العباد محمد -صلى الله عليه وسلم-، الله -جل جلاله- يصفه بأنه عبده: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) [البقرة:23]، (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) [الحديد:9]، (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) [الإسراء:1]، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) [الكهف:1]، (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر:36]، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، (قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ) [الرعد:36].
وكذلك الملائكة الكرام -عليهم السلام-، الله -جل جلاله- يصفهم بأنهم عباده: (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) [الأنبياء:26-27]، (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) [الزخرف:19].
إنَّ أشرف أحوالك -أيها المسلم- وأسمى مقاماتك حين تكون عبدًا لله، ما خلقك الله -عز وجل- لتكون عبدًا لغيره، بل خلقك لتعبده وحده لا شريك له، لتقوم وتقعد، وتركع وتسجد، وتذكر وتعبد؛ تذلُّلاً لله الواحد القهار، الذي بيده ملكوت كل شيء.
لماذا نعبده؟! نعبده -جل جلاله- لأنه مالك الملك، المتصرف في هذا الكون، لا إله غيره، ولا رب سواه: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [آل عمران:26-27].
نعبده لأنه العلي الكبير -جل جلاله-، (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ * هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ * يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر:12-16].
نعبده -جل جلاله- لأنه هو الذي خلقنا، لأنه هو الذي رزقنا، هو الذي أوجدنا من العدم، هو الذي أمدّنا بالنعم، هو الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:54-56].
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الروم:40]، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم:54]، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور:45]، (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [الزمر:62-63].
نعبده -جل جلاله- لأنه: (عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [سبأ:3].
نعبده لأنه (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر:22-24].
نعبده -جل جلاله- لأنه أرانا من آياته عجبًا، لأنه على كل شيء قدير، لأنه بكل شيء عليم، لأنه غني عن العالمين، فله القدرة المطلقة، وله الغنى المطلق، وله العلم المطلق، جل جلاله، لا يعزب عنه مثال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
نعبده -سبحانه- لأنه أرانا آياته: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [فصلت:37].
نعبده -جل جلاله- لأن له في الكون آيات تدل على أنه الواحد الأحد، (اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص:2-4]، (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [المؤمنون:91-92].
لله فـي الآفـاق آيـاتٌ لعـلَّ *** أقلَّـها هُـوَ مـا إلـيـه هـداكَ
قُلْ للطَّبـيبِ تخطـَّفَتْهُ يدُ الرَّدَى *** مَـنْ يا طبيـبُ بطِــبِّهِ أرْداكَ؟
قل للـمريض نجـا وعُوفِيَ بعدما *** عجِزَتْ فُنُـونُ الطِّبِّ: مَن عافاكَ؟
قل للصحيح يـموت لا مِن عِلَّةٍ *** مَن بالمنايـا يـا صحـيحُ دهـاكَ؟
قل للبصيرِ وكـان يحـذَرُ حُفْرَة ً *** فهَوى بها مَـن ذا الـذي أهواكَ؟
وإذا ترى الثعبانَ ينفـثُ سُمـَّهُ *** فاسْأله: مَن ذا بالـسموم حشـاكَ؟
واسألْهُ: كيف تعيش يا ثـعبان أو *** تحيا وهـذا السُّـمُّ يمـلأُ فـاكَ؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطَرَتْ *** شَهْداً وقل للشهد مَـن حـلاّكَ؟
بل سائلِ اللبنَ المُصَفَّى كانَ بيـْـ*** ــنَ دمٍ وفَرْثٍ مَن الذي صفّاكَ
وإذا رأيـت الحيَّ يخـرجُ مِن حَنَا *** يـا ميِّـتٍ فاسـأله من أحياكَ
الله -جل جلاله- هو الذي أنشأ ذلك كله، هو الذي فعل هذا كله، هو الذي أرانا هذا كله، (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [غافر:14]، (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب:41-42].
أخلصوا لله في عبادتكم، تقربوا إليه بأعمالكم، يا من صليتم وصمتم، يا من تصدقتم ودعوتم، يا من تلوتم القرآن، يا من أكثرتم من الذكر في رمضان، واظبوا على عبادة الله بعد رمضان، اعلموا أن الله -عز وجل- قد جعل للعبادة غاية لا تنتهي إلا بالموت: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، حتى ينزل بك الموت.
هذا محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الناس، وأعبد الناس، ما انقطعت عبادته وهو على فراش الموت، صلوات ربي وسلامه عليه، يذكر الله ذكرًا كثيرًا، يغمس يده في إناء فيه ماء ثم يمسح جبينه الطاهر ويقول: "لا إله إلا الله! إنَّ لِلموت لَسَكَرات!".
يذكر الله وهو على فراش الموت، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر وهو على فراش الموت: "الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم"، و"أخْرِجُوا المشركين مِن جزيرة العرب"، يقول هذه الكلمات وهو على فراش الموت.
يخرج إلى المسجد وقد عصب رأسه بعصابة، يَتَهَادَى بين رجلين، ما قال: أنا صليت كثيرًا، قمت من الليل حتى تورمت قدمي، رتلت القرآن ترتيلاً، وهذا يكفيني زادًا عند الله. لا والله! بل كان يعبد الله إلى آخر لحظة من عمره -صلوات ربي وسلامه عليه-.
وهكذا -أيها المسلمون عباد الله- كونوا بعد رمضان لله عابدين، لله ذاكرين، لله شاكرين، لله مخبتين، لله متواضعين، لله متذللين، فإذا نزل بك الموت في أي ساعة من ليل أو نهار تلقى ربك وأنت عبد الله، أنت المتقرب إلى الله، أنت المتذلل بين يدي الله، وهنيئًا لمن حقق هذا وبشراه: (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) [الزخرف:68-73].
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اجعلنا من خير عبادك المصلين، ومن خير عبادك المتصدقين، ومن خير عبادك الذاكرين، ومن خير عبادك الشاكرين، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين. توبوا إلى الله واستغفروه.

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا نبينا عبد الله ورسوله النبي الأمين، بعثه الله بالهدى واليقين، لينذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وآلِ كُلٍّ وصحب كل أجمعين، وأحسَن الله ختامي وختامكم وختام المسلمين، وحشر الجميع تحت لواء سيد المرسلين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله حق تقاته، (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]، واعلموا أن العبادة لا يستحقها إلا الله الواحد القهار، فهو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يخفض ويرفع، وهو الذي يعز ويذل، وهو الذي يقبض ويبسط، وهو المتصرف في هذا الكون، لا إله غيره، ولا رب سواه، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب.
اعبدوا الله -عز وجل- وحده لا شريك له؛ فإن الله -عز وجل- أمَرَ يحيى بن زكريا -على نبينا وعليهما الصلاة والسلام- أمره بخمس كلمات، أن يعمل بهن ويأمر بهن بني إسرائيل.
وإن يحيى -عليه السلام- كاد أن يبطئ بها، فقال له عيسى ابن مريم: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بِهِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ، قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تَسْبِقْنِي بِهِنَّ خَشِيتُ أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يُخْسَفَ بِي.
قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ، وَقَعَدَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ، قَالَ: فَوَعَظَهُمْ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أُولاهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، قَالَ: هَذِهِ دَارِي، وَهَذَا عَمَلِي، فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إلي غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟! وَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.
وَأَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلا تَلْتَفِتُوا.
وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ مَعَهُ صُرَّةٌ، فِيهَا مِسْكٌ، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ كُلُّهُمْ يُعْجِبُهُ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ الصِّيَامَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.
وَآَمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ وَقَامُوا إِلَيْهِ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ، فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ؟! قَالَ: فَجَعَلَ يُعْطِيَهُمُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ لِيَفُكَّ نَفْسَهُ مِنْهُمْ.
وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ كَثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي إِثْرِهِ حَتَّى أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسُهُ فِيهِ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلا بِذِكْرِ اللَّهِ".
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِنَّ: الْجَمَاعَة، وَالسَّمْع، وَالطَّاعَة، وَالْهِجْرَة، وَالْجِهَاد فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قيدَ شِبْرٍ خُلِعَ الإِسْلامُ مِنْ رَأْسِهِ، إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهُ مِنْ جِثِيِّ جَهَنَّمَ"، قِيلَ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟! قَالَ: "وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ".
فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله، هذا هو الاسم الذي يشرفنا، هذا هو الاسم الذي ينقذنا من النار ويدخلنا الجنة، (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) [الحج:78].
أيها المسلمون يا عباد الله: احمدوا الله -عز وجل- أن وفقكم للصيام والقيام، وقولوا كما قال الصالحون: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله.
الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام، الحمد لله على نعمة التوفيق للطاعات، ونسأل الله المزيد من فضله.
اللهم صل على محمد...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا نعبد الله تعالى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اعجاز علمى لماذا ندور حول الكعبة عكس عقارب الساعة؟؟
» اسطوانة كلام الله عز وجل في اصدار جديد DVD v4.6
» احــــذروا اســـم ليس من اســــــماء الله الحسنى
» لا إله إلا الله: معناها، شروطها، أركانها, ونواقضها
»  حماية الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فلوس :: القسم الاسلامى العام :: التوحيد و العقيدة و الدعوة إلى الله-
انتقل الى:  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» حذير !! يوم القيامه قريب
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 7:31 pm من طرف somia ahmed

»  كيف تستيقظ لأداء صلاة الفجر....؟
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 7:12 pm من طرف Admin

» ماهو الاسلام 2
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 7:11 pm من طرف Admin

»  حماية الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 7:10 pm من طرف Admin

» ضلوا فأضلوا
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 7:05 pm من طرف Admin

» ماهو الاسلام
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:46 pm من طرف طارق الصفتى

» من عجائب القرآن الكريم (التساوي)
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:39 pm من طرف احمد عبدالله

» اآيه قرآنيه تقرأ من اليمين ومن اليسار
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:38 pm من طرف احمد عبدالله

» أكثر من 70 خطأ في الصلاة
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:37 pm من طرف احمد عبدالله

» اعجاز علمى لماذا ندور حول الكعبة عكس عقارب الساعة؟؟
لماذا نعبد الله تعالى؟ I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 5:36 pm من طرف احمد عبدالله